تلقت دار الإفتاء المصرية سؤال من أحد المتابعين عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، بشأن حكم رد السلام أثناء تلاوة القرآن الكريم، وجاء نص السؤال “رجلٌ يجلس في المسجد ويقرأ القرآن، ويُلقي السلامَ عليه بعضُ مَن يَمُرُّ به، فهل يَلزمه رَدُّ السلام على مَن يُسَلِّم عليه؟”.
هل يجوز رد السلام أثناء تلاوة القرآن الكريم؟
وكتبت دار الإفتاء المصرية، ردًا على سؤال المتابع “رَدُّ قارئِ القرآنِ السلامَ على مَن يُسَلِّمُ عليه مشروعٌ، والخلاف فيه دائرٌ بين الوجوب وعدمه، فيَسَعُ الرجلَ الذي يقرأ القرآن رَدُّ السلام أو عدمُه، مِن غير إثمٍ عليه في ذلك ولا حرج، لكن إذا عَلِم أنَّ ترك الردِّ قد يترتب عليه أثرٌ سلبيٌّ في نَفْس المُسَلِّم عليه، فالردُّ حينئذٍ أَوْلَى ولو إشارةً باليد؛ جبرًا لخاطِرِه، وحفاظًا على روح المحبَّة، وتعميقًا لأواصر الأُخُوَّة”، ووفقًا لذلك فيكون رد قارئ القرآن على من يسلم عليه مشروع، والخلاف دائر بين وجوب هذا الأمر أو عدمه، فيمكن للمسلم قارئ القرآن الكريم أن يرد على من يلقي عليه السلام أو عدمه.
وعلى خلاف ذلك، فقد أشار جمهور الفقهاء من الحنفية وبعض أئمة المالكية وبعض أئمة الشافعية كالأذرعي وجلال الدين السيوطي والحنابلة، بأنه يوجد مواطن لا يتمكن فيها المتلقي من رد السلام، مراعاةً لحالته والتي يكون عليها منعًا للوقع في الحرج، ومن بين تلك الحالات هي قراءة القرآن الكريم، وأنه في تلك الحالة لا يلزم على الملتقي رد السلام على من يسلم عليه لا باللفظ أو بالإشارة، وعلق زين الدين ابن نجيم الحنفي في البحر الرائق، عن هذا الأمر، وأضاف “اعلم أنَّه يكره السلام على المصلي والقارئ.. ولو سُلِّم عليهم لا يجب عليهم الرَّد؛ لأنَّه في غير محلِّه”.
التعليقات