أصدرت هيئة العلماء السعودية بيان عاجل بخصوص شروط الحج الجديدة، حيث أوضح البيان أن الالتزام باستخراج تصريح الحج بالتزام من المتقدمين لأداء شعيرة الحج يتفق مع المصلحة المطولة شرعا، مضيفة أن الشريعة جاءت لتحسين المصالح وتكثيرها وبعد المفاسد وتقليلها، مؤكدة أنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون التصريح ومن يخالف ذلك فهو أثم.
بيان هيئة كبار العلماء
نص بيان هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، على التالي” عظم الله سبحانه وتعالى شعائر حج بيت الله الحرام ومشاعره، قال الله تعالى” وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود”، وقال جل وعلى” جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض وأن الله بكل شئ عليم”، وفي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم- قال” من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه” متفق عليه.
تعظيم الله سبحانه وتعالى للمسجد الحرام
أوضح البيان أن الله سبحانه وتعالى عظم المسجد الحرام، حيث قال” أن كانت إرادة المعصية في المسجد سبب للعقاب، فقد قال الله جل وعلى” ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم”، وأجمع أهل العلم على وجوب تعظيم حرمات الحرم والتحذير من إرادة المعصية فيه وفعلها، وصرف الله سبحانه وتعالى هذه البلاد الطيبة المباركة قيادة وشعبا، بخدمة الحرمين الشريفيين، فقامت بمسئوليتها هذه بحمد الله خير قيام، وتجلى ذلك في مشروعات التوسعة المتتالية وتنفيذ البنية التحتية وشق الطرقات والأنفاق وغير ذلك مما يتصل بالخدمات التي يتم تقديمها لقاصدي الحرمين الشريفين في خطط مدروسة متكاملة تتمكن من استيعاب قاصدي الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة حجاجا وعمارا وزوارا”، ويتضح ذلك في الأنظمة والتعليمات التي تهدف إلى ترتيب استقبالهم وتنظيم حركاتهم ليتمكنوا من أداء مناسكهم بيسر وسهولة وسلامة وأمن، وتوفر هذا مع تزايد الأعداد بفضل الله وتوفيقه والجهد الكبير الذي تقوم به المملكة التي لا تدخر ملا ولاجهدا ولا تنظيما لتحقيق غايات عليا لخدمة الإسلام والمسلمين، وألزمت باستخراج تصريح الحج لمن أراد زيارة بيت الله الحرام وحددت ذلك بإجراءات معينة لمن أراد الحصول على التصريح.
شروط الحج الجديدة
أشارت هيئة كبار العلماء في السعودية، إلى أنها أطلعت على ما عرضه مندوبو وزارة الداخلية ووزارة الحج والعمرة والهيئة العامة للعناية بشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي من تحديات ومخاطر عند عدم الالتزام باستخراج التصريح، وبناء عليه فإن يجب الالتزام بالتالي:
- أولا: الالتزام باستخراج التصريح مستند إلى ما تقره الشريعة الإسلامية من التيسير على العباد في القيام بعبادتهم وشعائرهم ورفع الحرج عنهم، قال الله تعالى”يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر”، وقال سبحانه” يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا”، وقال أهل العلم” أي يريد الله أن يخفف عنكم في شرائعه وأوامره ونواهيه وما يقدره لكم”، وقال سبحانه” وما جعل عليكم في الدين من حرج”
- ثانيا: الالتزام باستخراج تصريح الحج والتزام قاصدي المشاعر المقدسة بذلك يتفق والمصلحة المطلوبة شرعا، والشريعة جاءت لتحسين المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها، ذلك لأن الجهات الحكومية المعنية بتنظيم الحج ورسم خطة موسم الحج بجميع جوانبه” الأمنية والصحية والإعاشة والإيواء والخدمات الأخرى”، تتم حسب الأعداد المصرح لها وكلما كان عدد الحجاج متوافق مع المصرح لهم كلما كان الأداء ناجح، وقال سبحانه وتعالى” وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود”.
- ثالثا: الالتزام باستخراج التصريح للحج هو من طاعة ولي الأمر في المعروف، قال سبحانه وتعالى” يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم”، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصا الله ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني”
- رابعا: أطلعت الهيئة على الأضرار الكبيرة والمخاطر المتعددة عند عدم الالتزام باستخراج التصريح وما يؤثر على سلامة الحجاج وصحتهم، وعلى جودة الخدمات المقدمة للحجاج وخطط تنقلاتهم وتفويجهم بين المشاعر، وكل ما يتصل بمنظومة الخدمات المقدمة للحجاج، وأكد البيان أن الحج بلا تصريح لا يقتصر الضرر فيه على الحاج نفسه بل تعدى ضرره إلى غيره من الحجاج الذين التزموا بالنظام، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”، و” لا ضرر ولا ضرار”، وبناء عليه فإنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح ويأثم فاعله لما فيه من مخالفة أمر ولي الأمر الذي ما صدر إلا لتحقيق المصلحة العامة، ونوصي جميع المسلمين بتوقى الله تعالى والوصية لمريدي حج بيت الله الحرام أن يتقوا الله عند أداء هذه الشعيرة العظيمة
التعليقات