الافتاء توضح حكم ترك صلاة الجمعة بدون عذر
حكم ترك صلاة الجمعة بدون عذر

الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وبها يفرق بين المسلم والكافر، فهي مظهر للإسلام، وعلامة للإيمان، وتأتي منزلتها بعد الشهادتين، لتكون دليلاً على صحة الاعتقاد وسلامته، قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: الآية 1-2]، وهذا يدل على أن الله وعد المسلم الذي يحافظ على الصلاة بالفلاح والظفر في الدنيا والخلود في الفردوس الأعلى في الآخرة، وقال النبي، صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر»، وهذ يدل على أن ترك الفريضة من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وأثمه عند الله أعظم من إثم قتل النفس وأخذ الأموال ومن إثم الزنى والسرقة وشرب الخمر، وقد ورد سؤال لدار الافتاء المصرية بشأن حكم ترك صلاة الجمعة بدون عذر، ونوضح في السطور التالية إجابة الافتاء على السؤال، وموضوعات أخرى ذات صلة.

حكم ترك صلاة الجمعة بدون عذر

تلقت دار الافتاء سؤالًا من أحد المواطنين يقول فيه: “ما حكم التخلف عن صلاة الجمعة كسلًا أو تهاونًا”، وقد أجابت على السؤال بأن صلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، يجتمع فيها المسلمون للترابط والتآلف بينهم، قال الإمام التقي السبكي في فتاويه: “والمقصود بالجمعة: اجتماع المؤمنين، وموعظتهم، وأكمل وجوه ذلك: أن يكون في مكان واحد؛ لتجتمع كلمتهم، وتحصل الألفة بينهم”، موضحة أن الله افترضها في جماعة، بحيث لا يصح من المكلف أن يؤديها منفردًا، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة: 9-10]، وعليه فإن تارك صلاة الجمعة بدون عذر، وكان ذلك كسلًا أو تهاونًا فهو آثم حتى يعود إلى أدائها بالمسجد مع جموع المسلمين.

ترك صلاة الجمعة
الافتاء توضح حكم ترك صلاة الجمعة بدون عذر

حكم أداء صلاة الجمعة في البيت

وأضافت الدار في إجابتها على السائل، أنه وفق ما ورد في الآيتين السابقين أن الله أمرنا بالسعي، أي لابد أن يترك المسلم منزله ويتوجه إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة مع جموع المسلمين، وليس هذا فقط ولكن يجب ايضًا الإنصات إلى خطبة الجمعة، وهذا بإجماع العلماء، حيث أكدوا على أن حضور الجمعة وشهودها واجب على مَن تلزمه، ولو كان أداؤها في البيوت كافيًا لما كان لإيجاب السعي معنى، فقد قال قال الإمام ابن جُزَيّ في “التسهيل لعلوم التنزيل” (2/ 374، ط. دار الأرقم): “حضور الجمعة واجب؛ لحمل الأمر الذي في الآية على الوجوب باتفاق”، والدليل ما رواه طارق بن شهاب رضي الله، عن النبي، صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبد مملوك أو إمرأة أو صبي أو مريض».

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *