فجرت لجنة السياسة النقدية بمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مفاجأة من العيار الثقيل عندما أبقت معدلات الفائدة كما هي دون تغيير، في ظل تباطؤ معدلات التضخم، وفقًا لتقاريرهم، لا سيما أن معدل الفائدة ارتفع 11 مرة منذ بداية العام الماضي إلى أن وصل خلال اجتماعه الأخير في يوليو الماضي إلى نطاق 5.25 % و5.50 %، لتسجل بذلك أعلى مستوياتها منذ نحو 22 عامًا، وعلى إثر ذلك خرج جيروم باول، رئيس الفيدرالي الأمريكي، في مؤتمرًا صحفيًا مساء الأربعاء، من أجل الحديث عن مستقبل السياسة النقدية الأمريكية فيما تبقى من العام الجاري.
مستقبل السياسة النقدية الأمريكية
وقال جيروم باول، إن طريق كبح معدلات التضخم وتراجعها إلى المستوى المستهدف البالغ 2 % لا يزال طويلًا، موضحًا أن قرار مجلس إدارة الفيدرالي بتثبيت أسعار الفائدة اليوم استند إلى تقييم البيانات والمخاطر، خاصة أن النمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي فاق جميع التوقعات في وقت كان إنفاق المستهلكين قوي بوجه خاص، مشيرًا إلى أن أسعار الفائدة المرتفعة تُشكل ضغطًا كبيرًا على الاستثمار في الأعمال، بينما يشهد سوق العمل ركودًا.
وأوضح رئيس الفيدرالي الأمريكي أن غالبية أعضاء الفيدرالي لا زال يرون ضرورة رفع الفائدة بـ 25 نقطة أساس من جديد خلال العام الجاري خاصة أن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة لمدة أطول خلال عام 2024، وهو ما يُنذر بتأخير موعد ووتيرة خفض الفائدة خلال عاميّ 2024 / 2025، لافتًا إلى أن هناك 12 عضوًا من أعضاء الفيدرالي يرجحون رفع أسعار الفائدة إلى مستويات الـ 5.75% برفع 25 نقطة أساس، بينما يرى 7 أعضاء التوقف عند 5.5%.
أسعار الفائدة في المستقبل
وكشفت لجنة السياسة النقدية بعد صدور البيانات عن توقعات أسعار الفائدة في العام القادم (2024 – بعد عام من الآن)، موضحة أن هناك توقعات بانخفاض سعر الفائدة من 4.6 % إلى 5.1 %، أما عن العام الثاني (2025) إلى 3.9% بدلًا من 3.4% في التوقعات الماضية، وفي العام الثالث (2026) تصل أسعار الفائدة إلى مستويات الـ 2.9% وهي أقل من المتوقع في الاجتماع الماضي.
التعليقات