عاش المسلمون قبل الهجرة في تشتت وتباعد، وأول ما أمر به الرسول عند وصوله إلى المدينة المنورة، كان إنشاء مسجد يجمع الناس فيه، فيقرب البعيد ويتعلم الناس ويخطط فيه لمستقبل الدعوة ونشرها في ربوع الأرض الواسعة ويساعد المحتاج، والمساجد لها أهمية وقدسية خاصة عند المسلمين، فهي نواة الفتح الإسلامي، وتجميع المسلمين على كلمة الحق، وأداء الصلوات وذكر الله، وهي بيوت الله في الأرض، لابد من صيانتها والحفاظ على نظافتها، والتأدب بأدابها، واتباع السنة النبوية في الحضور إليها والعبادة والجلوس فيها، فيجب ارتداء أفضل الملابس عند الذهاب إليها، ونزع الحذاء قبل دخولها، والدخول بالرجل اليمنى وقراءة دعاء دخول المسجد، كما يجب على جميع المسلمين أن يعتزلوا المساجد عن تناولهم لأطعمة معينة، وقد أجابت الافتاء المصرية عن سؤال بشأن الأكلات التي يجب على المسلم ألا يطعمها، إذا شرع في الذهاب إلى المسجد لأداء الصلوات، وهذا ما سنوضحه في السطور التالية، وموضوعات أخرى ذات صلة.
الأطعمة التي لا يجوز تناولها قبل الذهاب للمسجد
تلقت دار الافتاء المصرية سؤالًا من متصل، حول الذهاب للمسجد بعد تناول أكلات بها ثوم وبصل، وأجاب على السؤال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج «فتاوى الناس»، المذاع على فضائية «الناس» قائلًا: “علمنا الرسول، صلى الله عليه وسلم، آداب الذهاب إلى المساجد، ومنها الأطعمة التي يجب عدم تناولها عند الشروع في الذهاب إلى المسجد، حيث نهى عن تناول أطعمة لها رائحة كريهة، مثل البصل والثوم” واستشهد عبدالسميع بالحديث النبوي الذي رواه جابر ابن عبدالله، رضي الله عنهما، عن النبي، صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أكل ثومًا أو بصلًا؛ فَلْيَعْتَزِلْنَا -أَوْ لِيَعْتَزِلْ مسجدنا-، وليقعد في بيته» متفق عليه.
هل أكل الثوم والبصل حرام
وأضاف أمين الفتوى، أن النهي عن أكل البصل والثوم ونحوها من الأطعمة التي تُخلف روائح كريهة في الفم، قد تؤذي الغير من المسلمين أثناء الجماعة، لا يعني تحريمها بشكل مطلق، مستشهدًا بالحديث؛ «نهى صلى الله عليه وسلم من أكل ثومًا أو بصلًا أو كراثًا أو نحوها مما له رائحة كريهة عن حضور المسجد حتى تذهب تلك الريح»، وهذا يعني أن أكل البصل والثوم وغيرها من الخضروات أو الأكلات التي لها رائحة غير مستحبة، غير محرم شرعًا، ولكن يجوز أن يطعمها المسلمون، ولكن إما بعد صلاة الجماعة، أو باستخدام ما يذهب رائحتها قبل الذهاب إلى المسجد، وما يقال عن كراهة الذهاب بعد الأكلات ذات الرائحة الغير مستحبة، ينطبق على النظافة الشخصية أيضًا، فيجب الاهتمام بنظافة الجسد والملابس والجوارب قبل دخول المسجد، حتى لا يشم المسلمون رائحة كريهة تخرجهم عن الخشوع في الصلاة.
التعليقات