مهلًا شهر الصيام، لما العجلة فنحن نتظرك من العام للعام بشوق وسعادة، لنصوم نهارك ونقوم ليلك إيمانًا واحتسابًا، لنسعد بالجائزة يوم العيد، بأن يعتق الله رقابنا من النار ويجعلنا من ورثة جنة النعيم، وأن يتقبل دعائنا وأعمالنا الصالحة، وخاصة في ليلة القدر، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس ! قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه
فريضة، وقيام ليله تطوعًا، من تقرب فيه بخصلةٍ من الخير؛ كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه؛ كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه»، وبعد أن وصل شهرنا بسرعة إلى العشرة أيام الأخيرة منه، بدأ الجميع يترقب ليلة القدر، حتى يفوز بالثواب العظيم، وخاصة في الوتر من العشر الأخيرة في شهر رمضان، ونوضح في السطور الأدعية المستحبة في ليلة القدر وعلاماتها الصحيحة، وموضوعات أخرى ذات صلة.
ليلة 27 رمضان
قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)} [سورة القدر]، وقد اتفق أغلب العلماء على أن ليلة القدر تكون في الوتر من العشر الأواخر من رمضان، مستندين في ذلك على ما ورد في السنة النبوية في قول النبي – صلى الله عليه وسلم : «التمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر»، وفي حديث آخر : «أرى رؤياكم في العشر الأواخر، فاطلبوها في الوتر منها»، وعلى الرغم من أن بعض العلماء ذهب إلى أن موعدها ثابت وأنها على الأرجح في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، إلا أن بعضهم يرى أن موعدها ينتقل بين الوتر من العشر الأواخر من رمضان.
الأدعية المستحبة في ليلة القدر
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من شهر رمضان، أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر، ومن الأفضل الأعمال في ليلة القدر، قيام الليل وقراءة القرآن والذكر، كما أن النبي، صلى الله عليه وسلم أوصى بالدعاء فيها، ومن الأدعية المستحبة فيها:
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» أخرجه الترمذي وصححه.
- اللهم أعني على نفسي، وأشغلني بما يقربني إليك، واعصمني من الشيطان وأوليائه وأتباعه، وطهرني من الخطايا والذنوب، وارزقني كل خير مرغوب.
- اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم. اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر [ما استعاذ بك] [منه] عبدك ونبيك.
- اللهم إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا”.
علامات ليلة القدر
يترقب المسلمون ليلة القدر لعظم قدرها، فأجر العمل الصالح فيها يعادل العمل في ألف شهر، أي ما يقرب من 83 سنة، لذلك فإن الجميع يتحرى علامات هذه الليلة، والتي منها:
- صفاء السماء وشروق الشمس بغير شعاع.
- السكينة والطمأنينة.
- نزول الملائكة أفواجًا، فتكون أكثر من الحصى.
- يطلع القمر فيها مثل “شق جفنة”، أي نصف وعاء مستدير.
- ليلة معتدلة لا حارة ولا باردة.
- لا يرمى فيها بنجم، أي لا ترى فيها الشهب التي ترسل على الشياطين.
التعليقات