بعد أن وصل قطار رمضان سريعًا لآخر محطة له، مع اقتراب انتهاء شهر رمضان الفضيل، زادت التساؤلات من عدد كبير من المسلمين عن زكاة الفطر، وكيفية إخراجها، والموعد المناسب لإخراجها، والحكمة من إخراج الزكاة، وهل يجوز إخراجها نقدًا، فهي طهرة للصائم من اللغو والرفث، كما أنها طعمة للمساكين، وهي واجبة على كل من ملك قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته، حيث تجبر الصيام من أي شوائب تنقص من أجره، وتدخل السرور على عائلات الفقراء والمساكين، وتوسع عليهم في الرزق خاصة قبل العيد، الذي يأتي بالفرحة والسعادة على الجميع، ونوضح في السطور التالية أخر وقت لإخراج زكاة الفطر قبل أن تحسب صدقة، والحد الأدنى لها وموضوعات أخرى ذات صلة.
أخر وقت لإخراج زكاة الفطر
اقوال كثيرة جاءت في موعد إخراج زكاة الفطر، حيث يرى الشافعية والحنابلة أنها تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، فيما أجاز المالكية والحنابلة إخراجها قبل وقتها بيومين؛ مستندين على قول ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: “كانوا يعطون صدقة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين”، إلا أن هناك أقوال مصححة من قبل الحنابلة والشافية ترى أنه لا يوجد مانع شرعي من تعجيل زكاة الفطر، وإخراجها من أول يوم من شهر رمضان، وليس من أول ليلة، وفي وجه آخر يجوز إخراجها قبل رمضان؛ إلا أنه ضعيف وليس له سند، ولكن في جميع الأحوال يجب إخراجها قبل صلاة العيد، فمَن أخرجها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقَات.
الحد الأدنى للزكاة 2024
أوضحت دار الفتوى أن زكاة الفطر يجوز إخراجها نقدًا، خاصة في زماننا هذا؛ لأن المال أوفق في إتمام مقصد الشرع في سد حاجة الفقراء، وهو أوفق لمصالح الخلق، وهذا ما ذهب إلى الحنفية، وهو ما يعمل به في كل من الزكاة والكفارات والنذر والخراج، كما أنه مذهب جماعة من التابعين، والحد لأدنى لها عن كل فرد 35 جنيهًا، وهناك أراء أخرى ترى أنه يتم إخراجها من غالب قوت أهل البلد، كما جاء في رواية بن عمر، رضي الله عنهما، بقوله: “فرض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم زكاة الفطر، صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير، من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة”، والصاع يساوي 2.5 كيلو جرام من الطعام المذكور في الحديث أو الطعام الغالب لأهل البلد،
التعليقات